هيغل والتاريخ
ولد الفيلسوف الألماني جورج فيلهلم فريدريش هيغل في 27 أغسطس 1770م في شتوتغارت جنوب غربي ألمانيا. ويعتبر هيغل أحد أهم الفلاسفة الألمان في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي وأكثرهم تعقيداً وصعوبة على الفهم. ويقوم منهجه الفلسفي على المنهج الجدلي بين الأطروحة ونقيضها، ثم عملية التوليف بينهما، وهو ما يعرف في الفلسفة الهيجلية بـ«الديالكتيك». وهكذا كان يتبع هيغل سير التاريخ. فتاريخ العالم - كما يراه هيغل - هو صراع من جانب الروح لتصل إلى مرحلة الوعي الذاتي، وهي المرحلة التي تكون فيها حرة عندما تسيطر على العالم. وقد وضح هيغل نظريته في فلسفة التاريخ في كتاب «محاضرات في فلسفة التاريخ»، الذي جمع ونشر بعد وفاته؛ حيث جاء هذا الكتاب في جزءين: الأول «العقل في التاريخ»، ويمثل الجانب النظري. والآخر «العالم الشرقي»، وهو التطبيق العملي لما ورد في الجزء الأول.
وهنا يفرق هيغل بين ثلاثة أنواع من التاريخ إن صح التعبير، وهي: التاريخ الأصلي، ويقصد به التاريخ الذي تم تدوينه في مرحلة الحدث الزمنية التي يتحدث عنها، بحيث ينقل المؤرخ ما يراه أمامه من أحداث. وهو ما نطلق عليه اليوم المصدر التاريخي. والتاريخ النظري، أو التأملي (الانعكاسي)، وهو التاريخ الذي يدون عادة بعد فترة طويلة من حدوث الحدث التاريخي، وغالباً ما يحمل هذا النوع من التاريخ بين طياته نظرة تأملية أو تفسيرية لما حدث، وهو ما نطلق عليه اليوم المراجع التاريخية. وقد قسم هيغل هذا النوع من التاريخ إلى أقسام فرعية أخرى كالتاريخ النقدي، والتاريح البراجماتي.
نقلا عن الرياض
لا يوجد تعليقات